الأمم المتحدة تطالب تركيا بإجراء تحقيق في واقعة قتل مدنيين على يد قوات الأمن

الأمم المتحدة تطالب تركيا بإجراء تحقيق في واقعة قتل مدنيين على يد قوات الأمن
TT

الأمم المتحدة تطالب تركيا بإجراء تحقيق في واقعة قتل مدنيين على يد قوات الأمن

الأمم المتحدة تطالب تركيا بإجراء تحقيق في واقعة قتل مدنيين على يد قوات الأمن

طالبت الأمم المتحدة تركيان اليوم (الاثنين)، بالتحقيق في ما بدا انه اطلاق نار على مجموعة من المدنيين العزل في المنطقة ذات الاكثرية الكردية في جنوب شرقي البلاد، والذي سجلت وقائعه في "فيديو يثير صدمة شديدة".
وأعرب مفوض الامم المتحدة لحقوق الانسان زيد رعد الحسين في حديث مع صحافيين في جنيف، عن غضبه إزاء الحادثة التي نقلها تسجيل فيديو في بلدة جيزرة في محافظة شرناق قرب الحدود العراقية وجرت قبل 10 ايام تقريبا، حسب ما نقلت وكالة الصحافة الفرنسية.
وتبدو في الشريط الذي التقطه مصور يدعى رفيق تيكين مجموعة من المدنيين العزل يرفعون رايات بيضاء ويتصدرهم رجل وامرأة، فيما دفع بعضهم عربة خضار تنقل جثثا على ما يبدو تحت انظار قوى الامن التي تمركزت بعيدا في آلية عسكرية.
وقال المفوض الأممي انهم "تعرضوا لوابل من النيران" بشكل مفاجئ، معتبرا ان الشريط "يثير صدمة شديدة".
وينقل الفيديو المتوافر على موقع يوتيوب مشاهد سادتها الفوضى؛ حيث وقع تيكين ارضا مضرجا بدمائه التي سالت امام العدسة وسط عدد من الجثث على ما يبدو.
وقال رعد الحسين "انا قلق جدا على المصور الذي أصيب، لأنه يواجه التوقيف ما ان يغادر المستشفى". وتابع ان "تصوير الفظائع ليس جريمة، لكن اطلاق النار على مدنيين عزل بالتأكيد جريمة"، حسب قوله. كما اضاف "لا بد من فتح تحقيق شامل ومستقل وغير منحاز في هذا الحدث واحداث غيره قد تكون أدت الى إصابة مدنيين أو قتلهم".
وبعد توعد السلطات بطرد عناصر حزب العمال الكردستاني المحظور من المدن التركية، بدأت في الاسابيع الاخيرة بفرض منع للتجول في ثلاث مناطق في جنوب شرقي البلاد دعما للحملة العسكرية التي تشنها.
وتخضع جيزرة لمنع التجول منذ ديسمبر (كانون الاول) مع اطلاق الجيش عملية "لمكافحة الارهاب" شكلت تصعيدا جديدا في مواجهات بدأت قبل ستة اشهر مع حزب العمال الكردستاني لانهيار هدنة من عامين ونصف العام.
في الاسبوع الفائت اعلن الجيش مقتل 20 متمردا كرديا في جيزرة ومنطقة سور المجاورة، ما يرفع حصيلة القتلى في صفوفهم في المنطقتين الى 600 منذ كانون ديسمبر.
واضاف رعد الحسين اليوم ان الفيديو "يثير تساؤلات كبرى حول ما يجري على ارض الواقع في جيزرة وغيرها في مناطق جنوب شرقي تركيا، التي يقال ان قوى الامن عزلتها تماما عن العالم الخارجي"، وتابع "أحض السلطات التركية على احترام الحقوق الاساسية للمدنيين في اثناء عملياتها الأمنية".
واعترف المفوض بحق أنقرة في حماية المواطنين الاتراك من العنف، مؤكدا ان الحكومة أطلعته ان 205 عناصر من الشرطة والدرك والجيش الاتراك قتلوا بين 20 يوليو(تموز) و28 ديسمبر 2015. لكنه اكد ان كيفية التعامل مع المصور تيكين عززت "المخاوف الكبيرة اصلا" حيال معاملة الصحافيين في تركيا، كما قال. مضيفا "تضم البلاد عددا مقلقا من الصحافيين والاعلاميين المدانين او الذين ينتظرون محاكمتهم"، كما اعتبر ان الطريقة الاسهل كي تظهر تركيا احترامها لحقوق الانسان والقانون الدولي تكمن في "الافراج عن جميع ... الموقوفين او المحاكمين لمجرد انهم وثقوا افعال الدولة او انتقدوها".



أستراليا في حداد بعد اعتداء معادٍ لليهود أوقع 15 قتيلاً

أضاء الحاخام ليفي وولف الشمعدان اليهودي (المينوراه) في جناح بوندي تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع خلال احتفال بعيد يهودي على شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا يوم 15 ديسمبر 2025 (رويترز)
أضاء الحاخام ليفي وولف الشمعدان اليهودي (المينوراه) في جناح بوندي تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع خلال احتفال بعيد يهودي على شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا يوم 15 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

أستراليا في حداد بعد اعتداء معادٍ لليهود أوقع 15 قتيلاً

أضاء الحاخام ليفي وولف الشمعدان اليهودي (المينوراه) في جناح بوندي تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع خلال احتفال بعيد يهودي على شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا يوم 15 ديسمبر 2025 (رويترز)
أضاء الحاخام ليفي وولف الشمعدان اليهودي (المينوراه) في جناح بوندي تكريماً لضحايا حادث إطلاق النار الذي وقع خلال احتفال بعيد يهودي على شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا يوم 15 ديسمبر 2025 (رويترز)

تلزم أستراليا الحداد، الاثنين، غداة اعتداء معادٍ لليهود نفَّذه والد وابنه فتحا النار على نحو ألف شخص تجمعوا على شاطئ بوندي في سيدني، للاحتفال بعيد «حانوكا» اليهودي، ما أوقع 15 قتيلاً -بينهم طفلة- و42 جريحاً.

ولا تزال أغراض شخصية مبعثرة بين بقع من الدماء على رمال هذا الشاطئ الذي يلقى إقبالاً من الأستراليين والسياح، بعد يوم من المجزرة التي استمرت 10 دقائق، وأثارت صدمة هائلة في البلد كما في العالم.

يُقدِّم الناس واجب العزاء في ضحايا حادث إطلاق النار خلال احتفال بعيد يهودي على شاطئ بوندي في سيدني بأستراليا يوم 15 ديسمبر 2025 (رويترز)

وأعلن رئيس الوزراء أنتوني ألبانيزي، وهو يضع باقة من الأزهار على الشاطئ: «ما شهدناه أمس كان شرّاً صِرفاً، وعملاً معادياً للسامية، وإرهاباً على شواطئنا».

وأمر بتنكيس الأعلام في أستراليا التي لم تشهد مثل هذه المجزرة منذ عام 1996، وطرح قانوناً أكثر صرامة حول الأسلحة النارية.

وكان رئيس الوزراء قد ندد الأحد بـ«هجوم موجَّه ضد اليهود الأستراليين في اليوم الأول من عيد (حانوكا) الذي يُفترض أن يكون يوماً للفرح والاحتفال بالإيمان»، مؤكداً أن الاعتداء استهدف «كل الأستراليين».

وقال مفوض شرطة نيو ساوث ويلز، مال لانيون، إن المحققين «عثروا على عبوة بدائية الصنع في سيارة مرتبطة بالمهاجم الذي قُتل» برصاص الشرطة، وهو الأب.

وأفادت هيئة الإذاعة الأسترالية «إيه بي سي» بأن المهاجم الابن الذي أصيب بجروح بالغة، كان قبل 6 سنوات موضع تحقيق أجراه جهاز الاستخبارات الأسترالي، بشأن صلاته بتنظيم «داعش».

«عشر دقائق»

ووقع الاعتداء الأحد قرابة الساعة 18:45 (07:45 بتوقيت غرينيتش) على شاطئ بوندي الأشهر في أستراليا، والذي يشهد عادة ازدحاماً كبيراً في عطلة نهاية الأسبوع، من المتنزهين والسباحين وراكبي الأمواج والسياح.

وقال كاميلو دياز، الطالب التشيلي البالغ 25 عاماً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «سمعنا طلقات نارية. 10 دقائق من الدوي المتواصل». وأفاد السائح البريطاني تيموثي برانت كولز للوكالة بأنه شاهد «مطلقَي نار يرتديان ملابس سوداء، ويحملان بنادق شبه رشاشة». وروى الفرنسي ألبان باتون البالغ 23 عاماً: «جرى الأمر بشكل سريع جداً»، مضيفاً أنه اختبأ في غرفة التبريد بمتجر بقالة.

وذكرت شرطة نيو ساوث ويلز أن المهاجمَين هما ساجد أكرم (50 عاماً) الذي دخل البلاد عام 1998 بموجب تأشيرة دخول، وكان يحمل ترخيصاً لحمل 6 أسلحة نارية، وابنه نافيد أكرم (24 عاماً) المولود في أستراليا. وقُتل الأب برصاص الشرطة، بينما نُقل الابن المصاب إلى المستشفى؛ حيث يرقد في حالة حرجة، وفق الشرطة والصحافة.

وشاهد صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية» الاثنين، على التلة الخضراء المطلة على الشاطئ، عربة أطفال وأكياسا ومناشف تركها الناس عندما هرعوا للاحتماء. وأغلقت الشرطة خلال الليل الحي الذي يشهد عادة حركة كبيرة.

«بطل»

ووجَّه ألبانيزي والرئيس الأميركي دونالد ترمب التحية لـ«الأبطال» الذين تدخلوا الأحد لوقف المهاجمين. وانتشر فيديو بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه رجل في موقف للسيارات ينقض على أحد المهاجمين من الخلف، ويمسك به، وينتزع منه بندقيته، قبل أن يصوبها نحوه ويجبره على الفرار.

الحاخام يهورام أولمان (يسار)، والد زوجة الحاخام إيلي شلانغر أحد ضحايا الهجوم يحضر وقفة حداد في مركز «شاباد بوندي» في سيدني بأستراليا يوم 15 ديسمبر 2025. وتعيش أستراليا حالة حداد بعد أن فتح مسلحون النار على شاطئ بوندي ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل في هجوم استهدف احتفالات الجالية اليهودية بعيد «حانوكا» (أ.ف.ب)

وندد كثير من قادة العالم بالاعتداء الذي تسبب في مقتل 15 شخصاً، أكبرهم سناً عمره 87 عاماً، وبينهم طفلة عمرها 10 سنوات، وحاخام في الـ41، هو إيلاي شلانغر المولود في لندن، وناجٍ من المحرقة هو أليكس كلايتمان المولود في أوكرانيا.

وندد ترمب باعتداء «معادٍ للسامية» بينما أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أن «أوروبا تقف بجانب أستراليا والمجموعات اليهودية في كل مكان بالعالم».

وفي إسرائيل، أدان الرئيس إسحق هرتسوغ «هجوماً مروعاً على اليهود»، واعتبر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أن «معاداة السامية هي سرطان ينتشر عندما يلتزم القادة الصمت ولا يتحركون».

وأعرب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن تضامنهم.

وندد مجلس الأئمة الوطني الأسترالي -وهو أكبر هيئة إسلامية في البلاد- بإطلاق النار «المروِّع»، معتبراً أنها «لحظة لجميع الأستراليين، بمن فيهم الجالية المسلمة الأسترالية، للوقوف معاً بروح الوحدة والتعاطف والتضامن». وشهدت أستراليا منذ أكثر من سنتين سلسلة من الهجمات المعادية للسامية، اتهمت طهران بالوقوف خلف اثنين منهما، وطردت السفير الإيراني قبل 4 أشهر.


هجوم سيدني: الاستخبارات حققت سابقاً بصلة أحد المهاجمين بـ«داعش»

TT

هجوم سيدني: الاستخبارات حققت سابقاً بصلة أحد المهاجمين بـ«داعش»

رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (في الوسط) وكيلي سلون (على اليمين) زعيمة حزب المعارضة (الحزب الليبرالي) في نيو ساوث ويلز يستعدان لوضع أكاليل الزهور على نصب تذكاري لضحايا إطلاق النار خارج جناح بوندي في شاطئ بوندي بسيدني الاثنين 15 ديسمبر 2025 بعد يوم من وقوع الحادث (أ.ب)
رئيس وزراء ولاية نيو ساوث ويلز كريس مينز (في الوسط) وكيلي سلون (على اليمين) زعيمة حزب المعارضة (الحزب الليبرالي) في نيو ساوث ويلز يستعدان لوضع أكاليل الزهور على نصب تذكاري لضحايا إطلاق النار خارج جناح بوندي في شاطئ بوندي بسيدني الاثنين 15 ديسمبر 2025 بعد يوم من وقوع الحادث (أ.ب)

أفادت هيئة الإذاعة الأسترالية (إيه بي سي) بأن جهاز الاستخبارات الأسترالي حقق قبل ست سنوات في صلات لأحد منفذي هجوم شاطئ بوندي بتنظيم «داعش».

وأعلنت الشرطة الأسترالية أن والداً يبلغ 50 عاماً ونجله البالغ 24 عاماً، قاما بإطلاق النار الأحد على محتفلين بعيد حانوكا على شاطئ شهير في سيدني؛ ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً وإصابة أكثر من 40 آخرين.

وذكرت وسائل الإعلام الأسترالية أن منفذي الهجوم هما الباكستاني ساجد أكرم الذي قُتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة، وابنه نافيد أكرم الذي يرقد الآن في المستشفى بحالة حرجة تحت حراسة الشرطة.

مشيعون يتفاعلون عند نصب تذكاري على شاطئ بوندي في سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

ونقلت هيئة الإذاعة الأسترالية عن مسؤول رفيع في عملية مكافحة الإرهاب المشتركة التي تحقق في هجوم بوندي، أن منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية حققت في شبهات متعلقة بالابن عام 2019.

وأضافت أن نافيد أكرم كان يعتقَد أنه على صلة وثيقة بأحد أعضاء تنظيم «داعش» الذي ألقي القبض عليه في يوليو (تموز) 2019، وأدين بتهمة التخطيط لعمل إرهابي في أستراليا.

وذكرت الهيئة أن محققي مكافحة الإرهاب يعتقدون أن المسلحين اللذين نفذا هجوم شاطئ بوندي قد بايعا تنظيم «داعش».

وأفاد مسؤولون كبار لهيئة الإذاعة الأسترالية بالعثور على عَلمين لتنظيم «داعش» في سيارة المسلحين على الشاطئ.

وصرح المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية مايك بورغيس، للصحافيين، الأحد، بأن أحد المسلحين «كان معروفاً لدينا، لكن ليس من منظور أنه يشكل تهديداً فورياً». وأضاف: «لذا؛ من الواضح أننا في حاجة إلى أن ننظر في ملابسات ما حدث هنا».

وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إنها لا تستطيع تأكيد تقرير هيئة الإذاعة الأسترالية.

وأوضحت منظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية أنها «لا تعلق على الأفراد أو التحقيقات الجارية».

حضر رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز مؤتمراً صحافياً مع رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جيمس مارابي بعد توقيع معاهدة بوكبوك في مبنى البرلمان بكانبرا 6 أكتوبر 2025 (أ.ف.ب)

رئيس وزراء أستراليا يقترح قوانين

أكثر صرامة على الأسلحة النارية

في غضون ذلك، اقترح رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، الاثنين، فرض قوانين وطنية أكثر صرامة بشأن الأسلحة النارية بعد أن خلف إطلاق نار في شاطئ بوندي بيتش بسيدني 15 قتيلاً على الأقل. وقال ألبانيز إنه سيقترح قيوداً جديدة، تشمل الحد من عدد الأسلحة النارية التي يمكن للمالك المرخص الحصول عليها. وتابع ألبانيز للصحافيين: «الحكومة مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري. ويشمل ذلك الحاجة إلى قوانين أسلحة نارية أكثر صرامة». وأضاف: «ظروف الناس يمكن أن تتغير. يمكن أن يتطرف الناس على مدى فترة من الزمن. لا ينبغي أن تكون التراخيص دائمة».

وقالت الشرطة الأسترالية إن المسلحين اللذين قتلا 15 شخصاً خلال احتفال يهودي على شاطئ بوندي في سيدني هما أب باكستاني الأصل وابنه، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه أستراليا الحداد على ضحايا أسوأ واقعة عنف مسلح تشهدها البلاد منذ نحو 30 عاماً.

وأضافت الشرطة في مؤتمر صحافي أن الأب البالغ من العمر 50 عاماً قُتل في موقع الهجوم ليرتفع عدد القتلى إلى 16، بينما يرقد ابنه (24 عاماً) في حالة حرجة بالمستشفى. وكشفت هيئة الإذاعة الأسترالية ووسائل إعلام محلية أخرى عن هوية الاثنين، وقالت إن الأب هو ساجد أكرم وابنه نافيد أكرم. ووصف المسؤولون إطلاق النار بأنه هجوم معادٍ للسامية.

وقالت الشرطة إن 40 شخصاً ما زالوا يتلقون العلاج في المستشفى بعد الهجوم، من بينهم شرطيان في حالة خطيرة وإن كانت مستقرة.

وتراوحت أعمار الضحايا بين عشرة أعوام و87 عاماً. وقال شهود إن إطلاق النار الذي وقع على الشاطئ الشهير في أمسية حارة استمر نحو 10 دقائق، ودفع المئات من رواد الشاطئ للتفرق على الرمال والهروب إلى الشوارع والحدائق القريبة. وقالت الشرطة إن نحو ألف شخص كانوا يشاركون في احتفال عيد حانوكا اليهودي والذي أقيم في حديقة صغيرة قريبة من الشاطئ. ولا تزال تحقيقات الشرطة جارية وتمت زيادة عدد أفرادها في المناطق اليهودية.

وزير الحكم المحلي في ولاية نيو ساوث ويلز رون هونيغ (يسار) وحاكمة الولاية مارغريت بيزلي (يسار) وزعيمة المعارضة، كيلي سلون (يمين) ورئيس وزراء الولاية كريس مينز (يمين) يضعون الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بوندي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقالت السلطات إن عدد القتلى كان سيصبح أكبر بكثير لولا تدخل أحد المارة، الذي ذكرت وسائل إعلام محلية أنه صاحب محل فواكه يدعى أحمد الأحمد ويبلغ من العمر 43 عاماً. وأظهرت لقطات مصورة الرجل وهو يهاجم أحد المسلحين من الخلف ويشتبك معه وينتزع البندقية من يده.

ووصف ألبانيز الهجوم بأنه «لحظة حالكة على أمتنا»، وقال إن الشرطة والأجهزة الأمنية تجري تحقيقات دقيقة لمعرفة دوافع الهجوم. وزار ألبانيز شاطئ بوندي صباح الاثنين لوضع الزهور قرب موقع الهجوم.

وأضاف: «ما شهدناه بالأمس كان عملاً شريراً محضاً... عملا معادياً للسامية... عملاً إرهابياً على أرضنا في موقع أسترالي له رمزية».

وتابع: «الجالية اليهودية تتألم اليوم. واليوم يقف جميع الأستراليين إلى جانبهم ويقولون (نحن معكم). سنفعل كل ما يلزم للقضاء على معاداة السامية. إنها آفة وسنستأصلها معا». وأشار ألبانيز إلى أن الكثير من زعماء العالم بمن فيهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تواصلوا معه وشكرهم على تضامنهم.

وزير الصحة في ولاية نيو ساوث ويلز رايان بارك يضع الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بوندي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025 (إ.ب.أ)

وقال وزير الداخلية الأسترالي توني بيرك إن الأب ساجد أكرم كان قد وصل إلى أستراليا عام 1998 بتأشيرة طالب، بينما ابنه من مواليد أستراليا.

وأدان ألبانيز، الاثنين، «الهجوم الإرهابي» الذي وقع في شاطئ بوندي بيتش، ووصفه بأنه «عمل شر محض»، في الوقت الذي أكدت فيه الشرطة مقتل 16 شخصاً على الأقل في إطلاق النار الذي وقع يوم الأحد. وفتح مسلحان النار على عائلات في شاطئ سيدني في اليوم الأول من مهرجان حانوكا اليهودي. وقالت شرطة نيو ساوث ويلز إن 16 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم، من بينهم أحد المسلحين، وأصيب 40 آخرون في الهجوم. وقال ألبانيز في مؤتمر صحافي إن اليوم كان يجب أن يكون «احتفالاً مبهجاً» في بوندي، لكنه «تلطخ إلى الأبد» بما حدث.

وقال إن أستراليا ستبذل «كل ما هو ضروري للقضاء على» معاداة السامية. وتابع: «لن تخضع أستراليا أبداً للانقسام أو العنف أو الكراهية، وسنتجاوز هذا معاً. نرفض أن نسمح لهم بتقسيمنا كأمة». وأضاف: «سنخصص كل مورد مطلوب للاستجابة لهذا الأمر». وتابع: «بالأمس كان حقاً يوماً مظلماً في تاريخ أمتنا. لكننا كأمة أقوى من الجبناء الذين فعلوا ذلك».

يضع المشيعون الزهور على نصب تذكاري في شاطئ بوندي بمدينة سيدني 15 ديسمبر 2025. وتعيش أستراليا حالة حداد بعد أن فتح مسلحون النار على شاطئ بوندي ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً على الأقل في هجوم استهدف احتفالات الجالية اليهودية بعيد حانوكا 14 ديسمبر (إ.ب.أ)

وقال رئيس وزراء نيو ساوث ويلز، كريس مينز، إن أستراليا في حاجة إلى «إرسال رفض قوي وواضح» لمعاداة السامية بجميع أشكالها.

وتابع: «أينما كانت، نحن في حاجة إلى محاربة معاداة السامية. إنها سامة. إنها سرطانية داخل أي مجتمع. وكما ترون من الليلة الماضية، فإنها تؤدي

إلى تداعيات مدمرة لشعب بلدنا».

ويشكل هجوم الأحد الواقعة الأخطر في سلسلة من الهجمات التي وصفت بأنها معادية للسامية والتي استهدفت كنساً يهودية وبنايات وسيارات في أستراليا منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

والجالية اليهودية في أستراليا قليلة العدد، لكنها مندمجة بقدر كبير في المجتمع الأوسع، ويعيش في البلاد نحو 150 ألف شخص يعرّفون أنفسهم بأنهم يهود من أصل عدد السكان البالغ 27 مليون نسمة.

وتشير التقديرات إلى أن نحو ثلثهم يقيمون في الضواحي الشرقية لسيدني، بما في ذلك بوندي.

وقال أليكس ريفيتشين، الرئيس التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي لليهود الأستراليين، في مقابلة أجرتها معه «سكاي نيوز»: «إذا كنا استُهدفنا عمداً على هذا النحو، فإن ذلك يمثل مستوى لم يكن أي منا ليتخيله مطلقاً. هذا أمر مروع». وأضاف أن مستشاره الإعلامي أصيب في الهجوم.

ووقائع إطلاق النار على أعداد كبيرة نادرة الحدوث في أستراليا، وهي واحدة من أكثر دول العالم أماناً. وعدد القتلى في هجوم الأمس يجعله أسوأ واقعة من نوعها في البلاد منذ عام 1996، عندما قتل مسلح 35 شخصاً في موقع سياحي في ولاية تسمانيا بجنوب البلاد.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الهجوم بأنه «جريمة قتل بدم بارد»، مشيراً إلى أنه حذَّر ألبانيز من معاداة السامية قبل أن تعترف أستراليا، إلى جانب بريطانيا وكندا وفرنسا، بدولة فلسطينية في سبتمبر (أيلول).

وقال نتنياهو إنه بعث برسالة إلى ألبانيز في أغسطس (آب)، قال فيها: «دعوتك إلى إقامة دولة فلسطينية تصبّ الزيت على نار معاداة السامية، وتُكافئ إرهابيي (حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية)/حماس، وتشجع أولئك الذين يهددون يهود أستراليا، وتغذي كراهية اليهود التي تستشري في شوارعكم الآن». وقال مجلس الأئمة الوطني الأسترالي في بيان: «أعمال العنف والجرائم هذه لا مكان لها في مجتمعنا. يجب أن يحاسب المسؤولون عنها بشكل كامل وأن يواجهوا كامل قوة القانون».


محكمة في هونغ كونغ تدين قطب الأعمال جيمي لاي بقضية أمنية

جيمي لاي (أ.ف.ب)
جيمي لاي (أ.ف.ب)
TT

محكمة في هونغ كونغ تدين قطب الأعمال جيمي لاي بقضية أمنية

جيمي لاي (أ.ف.ب)
جيمي لاي (أ.ف.ب)

أدانت المحكمة العليا في هونغ كونغ، اليوم الاثنين، رجل الأعمال والناشط المؤيد للديمقراطية جيمي لاي بتهمة التآمر مع قوات أجنبية، في أبرز محاكمة تشهدها المدينة، بموجب قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين، والذي قد يؤدي إلى سجنه مدى الحياة.

وأثارت القضية التي شكلت نقطة فاصلة انتقادات دولية تتعلق بمدى استقلالية القضاء في هونغ كونغ، وسط حملة قمع استمرت لسنوات للحقوق والحريات في المركز المالي العالمي، بعد الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في عام 2019 التي عدَّتها بكين تحدياً لحكمها.

وبينما يَعدّ أنصار لاي قطب الأعمال، البالغ من العمر 78 عاماً، مناضلاً من أجل الحرية، تَعدّه بكين العقل المدبر للاحتجاجات ومتآمراً يعمل من أجل فرض عقوبات أميركية على هونغ كونغ والبر الرئيسي. وترفض السلطات الصينية الاتهامات الموجهة لها بتقويض سيادة القانون في المدينة.

وقالت القاضية إستر توه، في قاعة المحكمة المكتظة: «ليس هناك شك» في أن لاي «كان يضمر استياءه وكراهيته للصين».

وأمضى لاي، مؤسس صحيفة «أبل ديلي» المغلقة حالياً وأحد أبرز منتقدي قيادة الحزب الشيوعي الصيني، خمس سنوات في السجن، ويواجه مجموعة كبيرة من الدعاوى القضائية، بموجب التشريعات الأمنية الواسعة التي سنّتها بكين رداً على احتجاجات 2019.

استياء صيني

من جانبها، قالت الصين، اليوم، إنها مستاءة بشدة وتُعارض ما وصفته بأنه حملة تشويه وافتراءات تستهدف النظام القضائي في هونغ كونغ؛ في إشارة إلى الانتقادات التي وجّهتها دول أخرى لحكم الإدانة الصادر بحق لاي، على خلفية أنشطته المؤيدة للديمقراطية.

ولم تذكر وزارة الخارجية الصينية اسم أي دولة، لكنها قالت إنها تحثّ الدول المعنية على احترام سيادة الصين والنظام القانوني لهونغ كونغ. وقال المتحدث باسم الوزارة قوه جيا كون، للصحافيين: «نحث الدول المعنية على... عدم الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة بشأن محاكمة القضايا القضائية في هونج كونج، وعدم التدخل في القضاء أو في الشؤون الداخلية للصين بأي شكل من الأشكال».

ومن المقرر عقد جلسة استماع قبل النطق بالحكم، حيث يمكن للاي أن يلتمس فيها الرأفة في 12 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال محاميه ستيفن كوان إن لاي سيقرر ما إذا كان سيطعن ضد قرار المحكمة بعد النطق بالحكم.

وأُدين لاي، الذي يعاني مشاكل صحية؛ بما في ذلك مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، بتهمتين بالتآمر مع قوات أجنبية، وتهمة واحدة بالتآمر لنشر مواد تحريضية. وكان قد دفع ببراءته من جميع التهم الموجهة إليه. يأتي الحكم في نهاية عامٍ شهد اختفاءً شبه تام للمعارضة الديمقراطية في هونغ كونغ تحت ضغوط من بكين، خصوصاً بعد أن صوَّت الحزب الديمقراطي على حل نفسه أمس.